تقرير تقنيي : انفيديا تعلن عن تقنية DLSS 4 وترفع من سقف أداءآت الألعاب

تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي وسيلة فعالة لتعزيز الأداء في مجالات متعددة، ومع ذلك، تبرز تقنية DLSS من شركة Nvidia كواحدة من أبرز الابتكارات التي أثرت بشكل كبير في تحسين تجربة اللاعبين. ورغم وجود تقنيات أخرى مثل FSR وتقنية PSSR التابعة لسوني بلايستيشن، إلا أن DLSS حققت شهرة واسعة بفضل قدرتها على تقديم أفضل النتائج العملية. فقد نجحت هذه التقنية في تحويل تجربة اللعب من مجرد تجربة عادية إلى مستوى استثنائي في كثير من الأحيان. الإعلان الأخير عن إطلاق DLSS 4، الجيل الجديد من هذه التقنية، لم يكن مجرد خبر عادي، بل شكل نقطة تحول مهمة لعشاق ألعاب الحاسوب. في هذا المقال، نستعرض أبرز ميزات الجيل الجديد من هذه التقنية الثورية لتتعرفوا على كل ما تحتاجون معرفته عن DLSS

قبل التطرق إلى الجيل الجديد من التقنية، قد يكون من المفيد أن نستعرض سبب اعتبار الجيل السابق بمثابة أداة “سحرية” في أعين الكثيرين ؟
إذا كنت لاعبًا يستخدم الكونسول أو الحاسب الشخصي، ولست على دراية واسعة بتقنية DLSS، فسأشرحها لك بأسهل طريقة ممكنة. يُعد DLSS اختصارًا لعبارة Deep Learning Super Sampling، والتي تعني باختصار استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتحسين جودة العرض (Upscaling) وأداء الألعاب. مع ظهور النسخة الأولى للتقنية، كانت تقتصر على تحسين طفيف في دقة العرض لكنها عانت من مشاكل أكثر حدة مقارنة بالإصدارات الحديثة. إلا أن التحول الكبير حدث عند إدماج تقنية أخرى مبتكرة، وهي Nvidia Frame Generation، التي تم تقديمها مع DLSS 3.0، مما فتح طريقًا جديدًا تمامًا أمام عالم الألعاب. بفضل تقنية DLSS 3.0 وميزة Frame Generation، تمكنت الألعاب المدعومة من تحقيق قفزة هائلة في معدلات الإطارات. على سبيل المثال، الألعاب التي كانت تعمل بمعدل 60 إطارًا في الثانية بدون التقنية أصبحت تصل إلى معدلات مذهلة تصل إلى 100 إطار أو حتى أكثر عند تفعيلها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يحدث ذلك؟
آلية عمل التقنية تكمن ببساطة في قدرتها على معالجة إطار حقيقي واحد وإضافة إطار تخيلي بين كل إطارين حقيقيين. يتم إنشاء هذا الإطار التخيلي بشكل كامل عبر الذكاء الاصطناعي. ولكن كيف يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحقيق ذلك؟ يعمل هذا الذكاء الاصطناعي بناءً على تدريب مسبق على نسخة تشغيل اللعبة بأعلى إعداداتها. بذلك، يصبح قادرًا على تقديم تجربة قريبة جدًا من هذه النسخة المتقدمة على نسخة اللاعب ذات الإعدادات الأقل، مما يقلّل الفجوة التقنية بين النسختين. هذه التقنية تُعتبر ثورية بفضل اعتمادها على عنصرين أساسيين: المعمارية الخاصة ببطاقات الرسوميات والقدرة الحوسبية، وكلاهما مبنيان على تطور المعمارية ذاتها. ولهذا السبب وصلت شركة إنفيديا في سلسلة بطاقات RTX 40 إلى أقصى حدود التبريد والحجم، وهما من أبرز التحديات التي واجهتها الشركة ومهندسوها بهدف تقديم هذه التقنيات المتطورة بكثافة كبيرة تجعلها تغيّر قواعد اللعبة بشكل ملحوظ. مع الجيل الجديد من البطاقات، RTX 5000، تأتي معمارية محدثة تضمن تعزيز هذه المزايا بشكل مضاعف ودفعها نحو آفاق جديدة لم يكن من المتوقع تحقيقها مسبقًا. هذا التقدم المذهل هو ما يجعل بطاقات الجيل الجديد ملفتة ومبهرة، وتتوقع شركة إنفيديا أن يشهد السوق إقبالًا واسعًا عليها عند إطلاقها. لكن يبقى السؤال: ما الذي تقدمه تقنية DLSS 4.0 تحديدًا؟

تقنية DLSS 4.0 تمثل تطورًا جديدًا في الاستفادة الذكية من الذكاء الاصطناعي :
تحتل معمارية Blackwell موقع الصدارة في هذا الجيل من البطاقات الرسومية، وربما تكون النقلة النوعية الأبرز بمفهوم التصميم الجديد. الهدف الأساسي ليس فقط تحسين أداء وحدات الحوسبة أو كفاءة التبريد، بل توجيه التركيز بشكل كامل نحو تمكين الذكاء الاصطناعي لتحقيق أداء لم يسبق له مثيل عبر جانبين رئيسيين. الأول يتمثل في زيادة سرعة الحوسبة مع تقليل استهلاك الطاقة بشكل ملحوظ، حيث تقلل هذه البطاقات استهلاك الـ VRAM بنسبة تصل إلى 30%، بينما تزيد كفاءتها في تعزيز الإطارات بنسبة 40%. توفر هذه التطورات بيئة أكثر ديناميكية لعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متوازٍ، مما يؤدي إلى نتائج تفوق التوقعات. ومن أبرز الابتكارات التي نتجت عن معمارية Blackwell نجد تقنية Multi-Frame Generation، التي تمكّن الذكاء الاصطناعي المُدرب من توليد ثلاثة إطارات لكل إطار رئيسي تم إنشاؤه محليًا في الألعاب، مقارنة بإطار واحد فقط في الإصدارات السابقة. هذا الابتكار الجديد يرفع الأداء بأكثر من ثمانية أضعاف في بعض الألعاب. كمستخدم، ستلاحظ فور تجربة التقنية -وفقًا لشركة إنفيديا- تحسنًا مذهلاً في معدلات الإطارات، مع تفعيل تقنية تتبع الأشعة على الإعدادات القصوى، الأمر الذي كان صعب المنال سابقًا. في الماضي، كان تفعيل تتبع الأشعة يأتي على حساب الأداء العام حتى على أقوى بطاقات إنفيديا. ولكن مع سلسلة RTX 5000، أصبح بالإمكان الاستمتاع بمعدلات إطارات عالية غير مسبوقة. على سبيل المثال، ظهر ذلك بوضوح في العروض الترويجية التي أطلقتها إنفيديا بعد الإعلان عن بطاقاتها الجديدة، حيث أظهرت ألعاب مثل Black Myth: Wukong معدلات إطارات بين 250 و260 إطارًا في الثانية مع تفعيل تقنية DLSS 4.0 وتتبع الأشعة على أعلى إعدادات بدقة 4K .

في الرسم البياني المرفق الذي قدمته شركة إنفيديا، يبرز الفارق الواضح في معدلات الإطارات بين تقنيتي DLSS 3 و DLSS 4 عند تشغيل الألعاب بدقة 4K مع تفعيل تقنية تتبع الأشعة. جميع البيانات المتوفرة في الرسم البياني تم تسجيلها باستخدام بطاقة الرسومات RTX 5090. على سبيل المثال، شهد أداء لعبة Alan Wake 2 قفزة هائلة مع تفعيل تقنية DLSS 4.0، حيث تحسن الأداء بمقدار 8 أضعاف مقارنةً بالأداء بدون استخدام أي من تقنيات DLSS، لتصل معدلات الإطارات إلى 250 إطارًا في الثانية. بالمقارنة، مع DLSS 3.0، كانت اللعبة تحقق 180 إطارًا فقط، بينما كانت المعدلات تنخفض إلى أقل من 50 إطارًا عند عدم استخدام أي تقنية مساعدة. أما لعبة Hogwarts Legacy فأصبحت قابلة للعب بسلاسة مطلقة عند استخدام تقنية DLSS 4.0، حيث حققت اللعبة 450 إطارًا في الثانية بدقة 4K ومع تفعيل تتبع الأشعة، مقارنة بـ200 إطار مع تقنية DLSS 3.0 على نفس الإعدادات. أما بدون استعمال تقنيات DLSS، فقد سجلت اللعبة حوالي 100 إطار فقط باستخدام بطاقة RTX 5090. كما شمل الرسم البياني ألعابًا أخرى مثل Cyberpunk 2077، Frostpunk 2، Hitman: World of Assassination، وBlack Myth: Wukong. وتجدر الإشارة إلى أن هناك 75 لعبة ستدعم تقنيات الجيل الجديد من إنفيديا فور يوم الإطلاق الرسمي.

بطاقة RTX 5070 تُطرح بنصف سعر RTX 4090 مع أداء مكافئ لكن كيف يمكن ذلك؟
خلال معرض CES 2025، وخلال الكشف عن الجيل الجديد من البطاقات الرسومية، استخدم السيد جنسن هوانغ عبارات تسويقية ذكية لوصف أداء بطاقة RTX 5070. وأشار إلى أنها توفر نفس أداء بطاقة RTX 4090، التي تمثل القمة حاليًا، ولكن بسعر أقل بشكل كبير. حيث تبلغ تكلفة RTX 5070 حوالي 550 دولارًا فقط مقارنة بسعر RTX 4090 الذي يصل إلى 1600 دولار. هذه التصريحات أحدثت ضجة كبيرة بين الحضور، خاصة مع استعراض نتائج الأداء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات DLSS. وصرح السيد هوانغ بأن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي. فقد مكّنت هذه التقنيات البطاقة الجديدة من تقليص الفجوة بينها وبين الأداء الذي تقدمه أفضل بطاقة في السوق حاليًا. والخلاصة أن بطاقات الجيل الجديد تأتي مستندة إلى استغلال مثالي للتقنيات الحديثة، لتقديم أداء يناسب احتياجات شريحة واسعة من المستخدمين.

ميزات مبتكرة ومزايا غير مسبوقة في بطاقات الجيل الجديد :
تأتي معمارية Blackwell الجديدة لتحدث ثورة في مجال أداء الرسوميات، حيث تتيح وصولًا غير مسبوق إلى ذروة القوة الرسومية بسرعات هائلة. إلى جانب تقنيات متقدمة مثل DLSS 4 وFrame Generation (FG)، تقدم هذه البطاقات تجربة رسومية فائقة الدقة والواقعية من دون التأثير على الأداء. ومن بين الإضافات اللافتة هو إدخال تقنية RTX Neural Shaders، التي تقدم ثلاثة تحسينات محورية في صناعة ألعاب الفيديو:

Neural Texture Compression: تقنية رائدة تتيح ضغط عدد كبير من خامات الأسطح (Textures) لتقليل استهلاك ذاكرة الفيديو (VRAM) بمعدل يصل إلى سبع مرات، حيث يمكن خفض الملفات من 520 ميجابايت إلى 80 ميجابايت فقط.
RTX Neural Materials: تعزز عملية توليد الخامات بشكل أسرع وتلغي بشكل شبه كلي ظهور مشكلة Texture Pop-In. RTX Neural Radiance Cache: تقدم تحسينًا شديد الوضوح للإضاءة غير المباشرة، مما يرفع مستوى جودة الإضاءة داخل المشاهد.

من الجدير بالذكر أن تقنية Neural Shaders لا تقتصر فقط على تحسين الألعاب، بل تتسع لتشمل التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وBing وCo-Pilot، مما يمكن المستخدمين من تشغيل هذه التطبيقات بكفاءة أعلى تصل إلى 40%، وهو ما يسهم في تعزيز إنتاجيتهم اليومية وأداء أعمالهم الإبداعية.


كيف تنعكس هذه المزايا على تجربة اللاعب؟

لنوضح الأمور ببساطة، التركيز الرئيسي لـNvidia مع بطاقات RTX 5000 يتمحور حول تعزيز الجانب البرمجي (السوفتيور) بشكل أساسي أكثر من الهاردوير. مع ذلك، سيشعر اللاعبون بفارق كبير من خلال المزايا التالية:

– الوصول إلى معدلات إطارات مرتفعة تصل بين 100-200 إطار/ثانية حسب نوع البطاقة، حتى مع تمكين تتبع الأشعة وأعلى إعدادات عرض.
– استخدام وضع “Performance” لتقنيات DLSS سيظهر بمستوى تفاصيل أفضل بكثير بفضل تقنية Neural Shaders، مما يحسن جودة الصورة في الألعاب دون خسارة في الأداء.
– اختفاء مشكلات Texture Pop-In في معظم الألعاب الحديثة. – تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، ما يعني تقليل مشكلات التبريد وزيادة عمر البطاقة. – تقليل استهلاك ذاكرة الفيديو (VRAM)، مما يعزز عمر البطاقة الافتراضي ويسمح برفع إعدادات الرسوم إلى مستويات أعلى.
– أداء يوازي بطاقة RTX 4090 باستخدام بطاقة RTX 5070 التي ستتوفر بسعر أقل بكثير بفضل علاقتها الوثيقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
– التغلب على مشكلات شائعة كـGhosting والعيوب المتعلقة بالظلال بفضل التحسينات الرسومية الجديدة. بالنسبة لمستخدمي أجهزة الحواسيب المحمولة (اللابتوب)، فإن بطاقات RTX 5000 تأتي أيضًا بميزات إضافية تجعلها جذابة للغاية: – كفاءة محسّنة لاستهلاك البطارية بفضل تقنية Power Gating، مما يزيد من عمر البطارية عند الاستخدام المكثف.
– أداء قوي لتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها بشكل سلس وسريع.
– تصميم أكثر نحافة للأجهزة المحمولة بفضل معمارية Blackwell Max-Q.
– دفع تجربة اللعب على الأجهزة المحمولة إلى مستوى تنافسي مع أجهزة الكونسول، حيث سيصبح بالإمكان تحقيق
معدلات إطارات متقدمة على اللابتوبات.

هل هذه التقنيات متاحة لجميع الأجيال؟

بينما تتوفر بعض الميزات مثل DLSS بنسب متفاوتة للبطاقات السابقة من Nvidia RTX، فإن مجموعة الميزات الكاملة المرتبطة بـDLSS 4 والميزة الأبرز Multi Frame Generation تبقى حصرية لبطاقات RTX 5000 المدعومة بمعمارية Blackwell. تؤكد Nvidia أن Multi Frame Generation هي التقنية الوحيدة الحالية التي تظل حكرًا على بطاقات الجيل الجديد. لذا، إذا كنت ترغب في الاستفادة الكاملة من هذا التطور غير المسبوق، فإن شراء إحدى بطاقات سلسلة RTX 5000 سيكون أمرًا ضروريًا.

في الختام، كانت هذه لمحة عن تقنيات ومواصفات الجيل الجديد كما تم الإعلان عنها رسميًا خلال CES 2025. الموعد المتوقع لإصدار بطاقات Nvidia RTX 5000 هو نهاية هذا الشهر، وسنحرص على تقديم تغطية شاملة بمجرد وصول البطاقات وتجارب الأداء إلى المستخدمين والأسواق.

عن ABDURHMAN

Avatar photo
لقبي هو ( ابوهارون) , موظف قطاع في أحد الشركات السعودية , خريج الكلية التقنية - صيانة الحاسب الآلي , أعشق عالم الأنمي ومن محبينه الأنمي المفضل لدي هو أنمي ون بيس , أيضا من محبين العاب الفيديو لعبي المفضله هي سلسلة ريزدنت إيفيل و سايلنت هيل , وبتفليد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *